القائمة الرئيسية

الصفحات

هل ربح المغرب من مبادلة التطبيع مع إسرائيل بالإقرار بسيادته على الصحراء الغربية؟

 


بعد الإمارات والبحرين والسودان انضم المغرب الى قافلة الدول العربية التي أصبحت اليوم ترتبط بإسرائيل ضمن علاقات ديبلوماسية رسمية.

وعلى غرار المرات السابقة، انطلق الإعلان من البيت الأبيض بتغريدتين من حساب تويتر للرئيس ترامب.

في الأولى نوه بتوصل "صديقينا العظيمين اسرائيل والمملكة المغربية الى اتفاق بإقامة علاقات ديبلوماسية كاملة."

وفي الثانية قال: "وقعت مرسوما يقر بسيادة المغرب على الصحراء الغربية" وأضاف: " أؤيد عرض المغرب الجاد الذي يتمتع بالمصداقية والواقعية الخاص بالحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع بشأن الصحراء الغربية."

في ذات السياق أصدر الديوان الملكي في الرباط بيانا ضمنه ترحيب المغرب بقرار الرئيس ترامب، وبقرار واشنطن فتح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة الساحلية جنوبي إقليم الصحراء الغربية.

وبخصوص إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل جاء في البيان أن المغرب يعتزم "استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الديبلوماسية في أقرب الآجال" مع إسرائيل "وتطوير علاقات مبتكرة في المجال الاقتصادي والتكنولوجي... والعمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين″.

وتحسبا لأي انتقادات داخلية وخارجية لهذه الخطوة وتفاديا لأي تفسير من شأنه أن يضفي طابعا سلبيا على موقف المغرب من القضية الفلسطينية شدد بيان القصر الملكي على "أن هذه التدابير لا تمس التزام المغرب بالدفاع عن القضية الفلسطينية وأن المغرب يدعم حلا قائما على دولتين."

وكشف البيان أن الملك محمد السادس هاتف الرئيس الفلسطيني محمود عباس وطمأنه إلى أن "المغرب يضع القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن ترسيخ المغرب مغربيتها لن يكون أبدا على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة".

وفي إسرائيل هلل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتطبيع العلاقات مع المغرب واعتبره "اتفاقا تاريخيا".

وفي المنطقة العربية انبرت كل من الإمارات والبحرين ومصر للإشادة بالإعلان عن توصل المغرب وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين البلدين.

وفي نيويورك قال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن موقف أنطونيو غوتيريش لم يتغير حيال الصحراء الغربية وأنه "لا يزال بالإمكان التوصل إلى حل على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي".

وإذا كان البعض قد رأى أن المغرب نجح في انتزاع اعتراف أمريكي ثمين بسيادته على إقليم الصحراء الغربية فقد انتقده البعض الآخر على جبهتين.

فقد نددت فصائل فلسطينية بالتطبيع المغربي الإسرائيلي، ووصفته حركة حماس "بالخطيئة السياسية". كما أعربت منظمة التحرير الفلسطينية عن رفضها للخطوة التي "ستزيد من غطرسة إسرائيل وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني".

وبخصوص الاعتراف الأمريكي بمغربية إقليم الصحراء الغربية عبر أبي بشرايا البشير، ممثل جبهة البوليساريو في أوروبا، عن أسفه لقرار واشنطن وقال: "هذا القرار لن يغير من واقع النزاع وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره"، مضيفا أن الجبهة ستواصل كفاحها.

وفي الجزائر نددت العديد من وسائل الاعلام بالخطوة المغربية، سواء من حيث الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية أو التطبيع مع إسرائيل.

ويعد المغرب رابع دولة عربية مسلمة تعقد اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل في بحر أربعة أشهر. ويرى محللون أن الرباط التي أمضت عامين من التفاوض مع الإدارة الامريكية بشأن هذه الصفقة خرجت الرابح الأكبر منها خصوصا ما يتعلق باعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على إقليم الصحراء الغربية. اعتراف يعتبره المغرب صيدا ثمينا سيوظفه في المحافل الدولية لإقناع الرأي العام الدولي بأن لا حل للنزاع حول السيادة على الصحراء الغربية إلا تحت سيادته. 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات