القائمة الرئيسية

الصفحات

عمليات نصب تسلب مغاربة راغبين في "الهجرة القانونية" ملايين السنتيمات



كانت قرية القراقرة الواقعة بنواحي البروج، ضمن النفوذ الترابي لإقليم سطات، تعيش في هدوء تام خلال رمضان المنصرم، ولم يكن سكانها يتوقعون أن هذا الهدوء سيسبق العاصفة إلى أن حج إلى المنطقة العشرات من الشبان من مدن مختلفة، يوم الجمعة الماضي، للبحث عن شخص خمسيني عرّضهم وغيرهم لعملية نصب بعدما سلمهم عقود عمل بالخارج مزورة، حيث قاموا بمحاصرة منزله قبل قدوم عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي للبروج.


لم يكن يخطر على بال شبان ساكنة أولاد زيدوح ودمنات والفقيه بن صالح وبني ملال وخميس بني شكدال وقلعة السراغنة، وغيرها من المدن، أن “الحل السحري للهجرة إلى الخارج” سيأتي بـ”طريقة قانونية” على يد شخص خمسيني قادم من دائرة البروج، بناء على عقود عمل من دول إيطاليا وفرنسا وإسبانيا مقابل مبالغ مالية متفاوتة، إلى أن حلّ بمناطقهم وربط علاقة مصاهرة من نواحي دمنات، وجلب بعض عقود العمل الصحيحة في البداية ليكون ذلك “طعم السم الأول في العسل”، حيث ذاع صيته واكتسب شهرة وثقة بين الشبان العاطلين الحالمين بالهجرة.



بعدما انتشر الرقم الهاتفي للمشتبه به بين الشبان، وكسب ثقتهم بعد جلب عقود شغل صحيحة في البداية، بدأت المكالمات تتقاطر على المعني، فبات يختار ضحاياه، وشرع في رفع المقابل المالي للعقود، وقام بتقديم المواعيد وتمكين الشبان من الوثائق التي ينبغي التوفر عليها، وتوجيههم نحو أحد المحلات التي تقوم بملء الاستمارات وحجز المواعيد بطريقة إلكترونية. وقد كانت هذه العملية تمرّ بسلاسة، وهو ما زاد ثقة الضحايا، وشجعهم على تقديم ملايين السنتيمات كعربون حتى تتمة العملية، أو تقديم نصف المبلغ المتفق عليه، والمتراوح بين مليون وثمانية ملايين سنتيم للفرد؛ حسب مدة العقد.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات